تحليل نقدي لمعرفة اهمية القيم في العمل الفوتوغرافي
القيمة الدنيا في خدمة القيمة العليا.
كلنا يعلم أن العنصر البشري خصوصآ وكل متحرك أخر أو ثابت؟ له القيمة العليا من الناحية الدلالية التكوينية في آي عمل فني.
لذا نجد بعض الأحيان ان هذه القيمة قد تضيع امام صخب العناصر الأخرى ولا تزيد من الآشارة اليه او لا تقود نحوه وهذه الحالة متأتيه من عدم الإنتباه لعلاقة القيم الدنيا بالقيمة العليا ودرجة الترابط بينهما ومدى الإنسجام الإداراكي أو الحسي فإما ان تعضداه أوتضيعاه وتشتت الهدف المنشود في الصورة الفوتوغرافية.
أحببت أن ابدء بهذه المقدمة كي نفهم الصورة التالية ونفكك تكوينها الدلالي والقيادي والى أي درجة كانت القيم الدنيا عضدت من القيمة العليا بل واعطتها بعدآ نفسيا وروحيآ جعلت منها رسالة ذات طابع تجريدي بسيط غير معقد واضح الفهم ولا يحتاج منا الا فك رمزياته والى ما تعني ومن مجموع هذا كله نصل الى:
"ما هي الخلاصة التي يخرج بها المتلقي".
تحليل نقدي لمعرفة اهمية القيم في العمل الفوتوغرافي
الصورة هي محور السيلويت بلباس العمارة الأسلامية والظاهرة من خلال الزخرفة والقوس الذي يشبه القبة للجوامع.
تم تجريد المكان من جغرافيته وبيان الأضاءة على شكل خطوط قيادية ودلالية بذات الوقت وكلها تصب في مصلحة القيمة العليا وتدل عليه فهي خطوط عمودية وأفقية وقوسية ولكل نوع تعبيره الخاص وشكله الدلالي الذي نستقي منه هدف الموضوع ككل ومعنى رسالته.
بدأت الخطوط من الأعلى لتشير لك لنقطة المراد وهي عمودية بطبيعة الحال والخطوط العمودية تعني( النماء العلو الرفعة مصدر الفيض والإلهام الشموخ وشعاع عابر الى ما وراء الأشياء) ولو عكسنا الفهم وقلنا خطوط صاعدة فإنها تمثل( دعوة مرفوعة جهة الإنتظار لتحقيق الرغائب سمو الروح التمسك برجاء الغيب وبكوادر اخرى تعبر عن الميتافيزيقيا [ما وراء الأشياء] وتعني أيضا العروج والأمل ).
ثم نصل الى قبة ذات خطوط منحنية قوسيةالشكل وهي أقوى الأشكال الدلالية والتي تعبر عن( الثبات القوة المقاومة المرونة التي لا تنكسر وأيضا لها فهم اكثر قوة خصوصا بهكذا أعمال فهي تشير الى نصف الكرة الأرضية من خلال منظور فضائي وكثيرآ ما نجد هذه الالتقاطة تستخدم كعظمة لخالق الكون وبيان وسع الفضاء وبديع خلقه وعلمه سبحانه وينزل من هذه القبة عمودان تحصر الموضوع ( القيمة العليا) وتفرده عمن سواه وساعدى على ذلك الخطوط الأخرى على جوانب العمل حتى إذا ما نزلنا وصلنا الى نهاية القصة والعمل الحسي بوجوده نجد خطوط أفقية قادت أليه ودلالتها ( الإستقرار السكينة الهدوء الإنسجام الداخلي النفسي التأمل الترقب ) وبذات الوقت فإن الخط الأفقي الأخير اخذ دور خط الأفق الدال على آستقرار كل ما في الصورة ولنفس المضمون ونمسح الصورة من الأسفل وصولآ الى الأعلى سنلاحظ دخول هادئ يقودك خطان عموديان الى الغائية المنشودة ومنها تبدء الرحلة من جديد لقراءة هذا العمل.
كل الشكر والتقدير للأستاذ Noureddine Masaoudi لعمله المعبر والفكر الناضج بتوظيف كل ما في الصورة للقيمة العليا التي هي مدار حديثنا.
حسين نجم السماوي