ضوء وايقاع سومري .
قراءة انطباعية في عمل الأستاذ عبد الرضا عناد.
تقديم/ حسين نجم السماوي
الجزء الثاني.
لهذه الصورة قراءتان هذه القراءة الثانية وتم شرح منهجها.
منهج النقد لهذا المقال هو المنهج التفسيري او التحليلي أو الذاتي ويسمى الإنطباعي ايضا" حيث يختص التفسير او التحليل بإيجاد المعنى الشامل، والعام للعمل الفني من خلال إدراك المدركات المرئية والعلاقات بين عناصر العمل وتعتبر هذه المرحلة من اصعب المراحل في النقد، وأكثرها أهمية ، حيث إن أعطاء التفسير يكون بناء على ما جمع من الحقائق المرئية، ومعلومات من العمل نفسه ، وتحتاج الى أطلاع واسع من قبل الناقد واللمام بعلوم انسانية تعضد من قراءته".
_________________
إيهْ ... يا أبن الإنسان، مَجَلتْ يداك من سفرك ، أم تشققت رجلاك من وعثاء سفرك. يا أبن الضارب جذره تخوم الأرض، يا أبن المجد الأعلى في السماء، كُتب للكادحين الفخار، وانت فخرٌ مسافرٌ بين صفحات الوجع. حملت على عاتقك الحرف الأول، يا أبن الماء والطين، حتى قَضّتْ مضجعك السنين. أما للرحلة من نهاية، فقد سار مركبك يحمل اسفارك، ولم تصل لضفاف الأمان. يا أبن سومر.... متى تستريح؟!
فقد يبُس الطين، وجف الماء، ورحل عنك إبراهيميك. وذاك بيته ينعى، وزقورته تجهش بالبكاء، على ما مر بك من محنٍ وفواجع.
منذ أشراق نورك، زحف الظلام كي يحجبك، وارتفعت صرخات الحاسدين، لتخرم مركبك. بُحَ صوت الأمواج، وصوت ضميرك مجلجل بالظليمة.
تطاول البردي رافعا ذراعيه، يدعوا لمُخلصّكْ، وأنت بين سنابك خيل الحاقدين، ورمال الجائرين، تبكيك الضفاف والأنهار والجداول. فطال عليك الأمد، وانت في سهاد العاشقين مُعذب!. هناك في الأفق البعيد، أراك، أبصرك؟. جذوة لن تطفئ، وجمرة لن تخمد، تكمل مسيرك رغم الأغلال!. رغم الموج العاتي !. متجه صوب مجدك من جديد. بلى سوف تبعث حيا، ترفع شعلتك، وتصرخ بحرفك، ويعلو بناءك، لتتهاوى على أعتاب شمسك النجوم، وتنشر شعاع مجدك من بين الغيوم، فترتوي من ماءك الصدور الحرى، وتستبشر ضاحكةً أرضك الثكلى. ستنطفئ نار نمرودهم ببرد إيمانك ،وثقل مهامك. وماء انهارك الصافية. فتكون عليك بردا وسلاما. يا أبن الماء والطين، هذا قدرك، وهذا مركبك، وهذه رسالتك سوف يسير الفلك بسيرك، ويعلوا في السماء ذكرك. فأنت لها منذ الأزل، ويشهد لذلك الطين اللازب * والماء الفرات عذبٌ شرابه.
________________
* إيهْ/ كلمة زجر بمعنى حسبك.
** طِينٍ لازِبٍ﴿١١ الصافات﴾ يلتزق بعضه ببعض ، اللزج الجيد لازب ﴿١١ الصافات﴾ لازب: لازم. ملتزق، ثابت. أو شديد اليبوسة.
و اللازب: الثابت.
حسين نجم السماوي