التوتر البصري النظرية والتطبيق ج3 |
الجزء الثالث والأخير من مقالي وبحثي ( التوتر البصري- النظرية والتطبيق).
حسين نجم السماوي
كيف نخلق التوتر البصري؟.
هناك كثير من الأمور نستطيع أن نستعين بها لخلق التوتر البصري في الصورة الفنية كي ندركها حسياً منها:
A. الاستفادة من حركة العنصر واتجاهه.
B. الاستفادة من الفراغات النشطة.
C. الألوان ومعانيها ورمزياتها النفسية والفنية .
D. الاستفادة من التوتر الديناميكي وخلق حركة وقصة ونشاط.
E. استخدام زوايا واسعة حين الالتقاط لما تحتويه من مساحات تكون مفتوحة غير ضيقة ومتنفسات مريحة تخدم العناصر.
F. جعل العنصر الرئيسي الأول في نقطة التقاء الخطوط العمودية بالأفقية من الأعلى، وجعل مكان العنصر الرئيسي الثاني عند التقاء الخطوط الأفقية بالعمودية من الأسفل ويكون مائلاً.
G. نستطيع خلق التوتر من خلال الزوايا الجديدة ، أي التصوير بزوايا خلاقة كاسرة النمطية والتكرار.
ما هو منشأ نظرية التوتر البصري.
للأنصاف اغلب القواعد الضوئية أساسها الفن التشكيلي وتداخل المفاهيم المعرفية والاجتماعية والإنسانية بين الفنين والتقارب الروحي والرسالة التي يحملها الفن التشكيلي عينها يحملها الفن الضوئي, اصبح التصوير وهو فن الرسم بالضوء يستعين بقواعد فن الرسم الأخرى لتطابقهما في الرسالة والفحوى مع اختلاف الاسلوب، " رأيي الخاص".
لذا نجد أول من طبق هذه القاعدة هو الرسام العالمي ليوناردوا دافنشي في صوره وكذلك الفنان فان جوخ (صورة 5).
لوحة للفنان فان جوخ والتوتر والجذب البصري واضح من خلال ترابط عناصر العمل .
كسر القواعد.
من المؤكد أن القواعد والقوانين والإرشادات ما هي إلا زبدة تجارب وفكر مضني، هدفها تقويمي ، يصب في مصلحة الأعمال الفنية، لتصل بها الى مفاهيم ذات أسس صلبة ومتينة. لكن ليس بالضرورة أن تكون دائماً مقيداً بهذه القواعد ، اذا ما كان الخروج عنها يصب في مصلحة العمل نفسة، لذا نستطيع كسرها عندما تكون هناك ضرورة مدروسة دراسة واعية، تنم عن دراية وإدراك مبني على فلسفة معينة، أو فكرة ناهضة، أو ان الكسر يقوي دعائم العناصر ليلبسها ثوب الإبداع والتميز.
وعلى ما تقدم أخترت صورة الأستاذ زهير شعوني رقم(5) ، لاحتوائها على أكثر من مفهوم لكسر قانون التوسيط، والاستفادة من المساحات الديناميكية التي تماهت مع العمل وانصبت في إظهاره كوحدة منسجمة يعضد بعضها بعضاَ.
" ولو أمعنا النظر في الموضوع الرئيسي للصورة لوجدنا فيه حركة جسد ولغة عشق يكتنفها الشوق واللهفة وحرارة لقاء ، توسطت الكادر، وأحاطتها الوان( تكوينياً تسمى ، حارة، دافئة) من تدرجات اللون البرتقالي والأصفر، وهما لونان يعبران عن الحميمية، والشوق الطاغي، وحرارة مشاعر، وانسجام فيما بينهما، والسرور والتجانس، مستغلاً الفنان رمزية الألوان وانطباعاتها النفسية والفنية والفلسفية".
"لذا تحولت الصورة الى فعل جمالي والى نظام أدائي ، وأخذت تشير الى هوية الملتقيان وذاتهما، ولو تفكرنا قليلاً لوجدنا الفنان الأستاذ شعوني ، قد تعامل مع السرد الجسدي كقيمة عليا، فتحولت الصورة الفوتوغرافية الى واقعية شيئية لها خطاب بصري حقيقي، جاء ذلك بكسر القاعدة وهذا ما أصبو الى إيصاله ، حينما نحتاج الى كسر القوانين والإرشادات التكوينية".
الخلاصة:
أن التوتر البصري وغيره من المفاهيم الضوئية، ما هي إلا قوانين ونظم تصب لمصلحة أي عمل فني كي تعلو قيمته الجمالية السردية ، ويكون ذو دلالات تحاكي النفس الإنسانية، يتمتع بلمسة معرفية ، يكون عندها العمل الفني مميزا ومتميزاً دون غيره، يحمل رسالة نقية، ذات مغزى متفرد، يجذب المتلقي لسبر غوره واكتشاف عناصره ، متتبع لمساحاته، باحثاُ عن اكتشافات جديدة ليقرنها في ذهنه ، ليصل الى خلاصة وزبدة وقيمة ذلك العمل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نظرية الجشطلت أو التعلم بالاستبصار أو الجشطلت النظرية الجشطلتية واحدة من بين عدة مدارس فكرية متنافسة ظهرت في العقد الأول من القرن العشرين كنوع من الاحتجاج على الأوضاع الفكرية السائدة أنذاك والمتمثلة بالنظريات الميكانيكية الترابطية. والنظرية الجشطلتية أكثر المدارس الكلية تحديدا وأكثرها اعتمادا على البيانات التجريبية ولذلك كانت أكثرها نجاحا وأبعدها أثرا. وكان اهتمامها الأول منصبا على سيكولوجية التفكير وعلى مشاكل المعرفة بصفة عامة. لكن سرعان ما امتدت النظرية الى مجالات حل المشكلات والإدراك والجماليات والشخصية وعلم النفس الاجتماعي. والحقيقة أن الجشطلت ليست نظرية في التعلم في الأساس ولكن هناك الكثير مما يمكنها تقديمه لموضوع التعلم، إضافة الى أنها تقدم الكثير من المقترحات الأساسية والمليئة بالحماس لعملية التعليم التي تنطلق من معطيات التعلم الرئيسية بصورة مباشرة. المصدر موسوعة ويكيبيديا
----------------------------
• مقالي السابق/ الرمزية (العلامة - الإشارة ) أهميتها في المشهد الفوتوغرافي. : أرجوا قراءته لما فيه من مفاهيم تدعم هذا المقال