مقال حينما تتحول الصورة لناطق بلاغي

Hussein Najem
المؤلف Hussein Najem
تاريخ النشر
آخر تحديث

حينما تتحول الصورة لناطق بلاغي


حينما تُترجم الكلمة بصورة والفكرة بكادر والمشاعر بلحظة، انها لعمري لحظة تستوجب التوقف عندها والإشادة بها.


حينما تتحول الصورة لناطق بلاغي


 [صرخة يد - تقاطعات بين الصورة والقصيدة]. 
بعد صدوره عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش يعتبر كتاب
صرخة يد  مشروع فتي لتمازج المعارف والفنون بعضها بالبعض الأخر  للخروج برؤية ذات ابعاد أنسانية تماهت فيها البلاغة الشعرية بصيرورتها "كلمة" والصورة الفوتوغرافية كونها حدثآ ذو قيمة جمالية معبرة عن موضوع ما. 
سنتوقف هنا لنفهم العنوان وما أُريد من رمزية الصرخة ولماذا التقاطع الموحي بالنفور دون التقابل والمجاورة كخطان متجاوران. 
الصرخة هنا هي دلالة على  الكلمة وليس أيُ كلمة لا؟.

الكلمة التي تخرج من رحم المعاناة والحدث الموجع للروح، وهي تلك الهسهسة القابعة في جوف النفس، والصوت الصادر عاليآ من غريقٍ بأحاسيسة ليسمعها الأخرين. 
واليد هي ذلك الرمز المعبر عن القوة والقدرة والإرادة  عما يعتلم القلوب وما يعتريها من آهات. 

التقاطعات ليس هدفها الأختلاف والتقاطع في الرؤى؟

بل هي تلك النقاط التي تتشكل حين مرور الخطوط على بعضها البعض لتوحي لنا ان هناك دومآ وابدآ يوجد شيء مشترك ولا عبثية في الأشياء. 

ومن هذا المفهوم الجريء أنبرى الشاعر العربي المغربي الاستاذ حسن الكامح في تدوين صرخاته وخلجاته وهمومه كي تتمازج مع لغة الصورة في مشروع يعتبر رائد بفكرته الناهضة مع المصور الفوتوغرافي يونس العلوي ليخرجوا علينا بوليد صبوح الوجه ذو  وضاءة  معرفية فنية غاية في الجمال الصوفي ونُسك الرهبان العاشقين لترانيم مزامير فنهم. 

لو لم تكن الصورة تعبر عن ذات الكلمة ونكهتها الدلالية المنطبقة في الذهن لما كانت التجربة ناجحة ولن يجازف الشاعر بمشاعرة ويسلمها للفوتوغراف لو لم يكن مستيقن انطباق المعنى اللفظي داخل الحدث الدرامي الفني للضوء. 

لذا آن لنا ان نعطي للصورة الأهمية الكبرى كما يعطي الشاعر نبض احساسه لكلمته، ووجب علينا كمصورين أن نرعى المضمون دون زخرف العبثية ونولي النبض والأحساس والفكر قبل ان نضغط رز التسجيل. 
————————————-
كتاب صرخة يد يدخل ضمن مشروع مشترك مع الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي والشاعر حسن الكامح وتمت ترجمته للغه الفرنسية بواسطة الشاعر حسن أومولود والترجمة الإنجليزية للشاعر الحبيب الواعي واستغرق العمل في اعداده قرابة الثلاث سنوات.



تعليقات

عدد التعليقات : 0