درس فوتوغرافي من صورة.
كنت قد نشرت هذا الدرس سابقاً في رابطة أوروك للتصوير الفوتوغرافي.
درس من صورة
هذه فقرة جديدة في الرابطة حيث اننا سوف نختار صورة ونعمل عليها درس ضوئي كي ينفع الجميع.
واليوم الصورة المختارة للأستاذ Raheem Alsilawi.
بداية نحن كمصورين يجب علينا ان نعلم ونتذكر دائما أن لنجاح اي صورة لابد من توفر فيها الشروط التالية:
1- الفكرة2- التكوين.3- الأضاءة.4- الزاوية المناسبة.5- العدسة المناسبة فليس كل العدسات تعطي نفس النتيجة.6- المعالجة التي تظهر جمالية الصورة.
تذكروا ياأخوتي هذه النقاط الستة دائما وابدآ.
واذا اردنا ان نطبق هذه الشروط على الصورة موضوع الدرس نجد الأتي:
1- الفكرة متواجدة في العمل من خلال تمازج عناصر الصورة مع بعضها البعض كاشفه عن قصة لصياد يستعد للبدء في شق عباب البحر ليستحصل رزقه.
2- هي صوره لاند سكيب بصبغة السيلويت( ومن شروط اللاند سكيب اذا كان هناك ماء لابد من وجود الأرض والسماء وهذه الثلاثة امور متواجده كما هو ظاهر من الشرح على الصورة، جاءت الصورة بعدة تكوينات مترادفه منها العدد الفرد ( الصياد) وهو نقطة الأرتكاز والثقل البصري الأكبر الذي تدور حول محوره بقية العناصر، والعدد الفردي الأخر، الزوارق الثلاثة.
جمع التكوين كذلك خطوط ارشادية قويه وهي الزورق بأنحناءه فرسم خطوط منحنية كما احتوى التكوين خطوط دلالة أفقية التي تعني الهدوء والأستقرار.
3- الأضاءة وهنا استغل الفنان المصدر الوحيد للأضاءة بذكاء ليخرج لنا بهذا الكادر السينمائي وهي الشمس التي رسمت هالة حول العنصر الأقوى فيتحول الى مفهوم السيلويت مع الحفاظ على التباين اللوني (الدائرة هي الشمس ). لذا يظهر من ذلك كل جسم اعترض مصدر الضوء سيكون مظلمآ وغير ذلك لا نستطيع ان نقول هذا ( سيلويت) كما هو الحال عند بعض المصورين.
4- اجمل ما ميز هذه الصوره هي زاويتها المناسبة التي لولاها لما صارت هناك خطوط ارشادية ولا كان هناك محور السيلويت ولما برزت جغرافية المكان ليس هذا فقط ان اختيارها جاء بذكاء ليسحب القارب بشكل طولي نحو الأفق وهذا الأمر مهم للمصور ان يختار الزاوية المناسبة.
5- جاء اللقطة بعدسة واسعة البعد البؤري حسب تحليلي 24mm
وهذا الاختيار اعطى متسع للكادر وفتح المجال امام العين لتسبح الى عمقه. فمن الضروري بمكان ان يكون المصور ملم بالبعد البؤري المناسب لكل عمل وايهما هو انسب ليخدم ويصب في اظهار فكرته وعمله.
6- كل عمل له نكهة ومعالجة تناسبة فلا بد ان يكون المصور على علم ودراية اي من المعالجات المناسبة لموضوعه وليس الأمر عشوائيآ.
لذا عمد الفنان هنا الى ان يجعل المعالجة تميل الى الأجواء السينمائية من خلال خلق تون متضاد فنشاهد السماء تميل الى اللون الرمادي والزورق والارض الى اللون الجوزي الداكن مما خلق تباين جميل جعل الصورة تلبس لباس الجمال وعامل لجذب المتلقي.
اتمنى ان تكونوا قد استمتعتم بهذا الدرس.
والى دروس قادمة ان شاء الله.
حسين نجم السماوي