الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت

Hussein Najem
المؤلف Hussein Najem
تاريخ النشر
آخر تحديث

 الصورة الفوتوغرافية تحمل روح لاتموت.

حينما تكبر وتنظر إلى صورك القديمة، أو في مرحلة عمرية معينة،وعندما تمسك صورة تحمل ذكريات لشخوص قد غابوا ورحلوا، مؤكداً سيتفاعل عقلك وافكارك ونفسك مع ما تنظر اليه، سواء كان شعوراً بالسعادة وضحكة ترتسم على محياك، أو نقيضها، كالحزن والتحسر، او أي شعور إنساني أخر. 


الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت
الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت

هل سألنا أنفسنا، ما الذي هيج تلك المشاعر التي ارتبطت دون إستأذان بك، ولم تدعك حتى تفكر،كيف تكون ردود أفعالك وأحاسيسك، وربما توصلك، مرحلة البكاء والعويل!
إنها الصورة.
نعم الصورة؛ولكن هل هو ذلك الورق المطبوع عليه المشهد، أم أبيضها وأسودها أو ألوانها؟
بالتأكيد ليس ذلك! بل هي تلك الروح التي تملكتها،بكل ما فيها،والفيض الضوئي الذي أمسك بالوقت، واللحظة التي وثقتها الكاميرا، وسجلتها دون ان تعود مرة اخرى؛ فأختزلت أشياء،عزيزة على النفس، قيّمّة للروح،في حالة إستدعاء لماضٍ ،تمنيت أن يعود،وأشخاص قد حجزوا مكانهم الأبدي في قلبك، ولأماكن تركت جزءاً من نفسك في مساحاتها،فتحولت الصورة من مجرد ورق،لروح فياضة،تسكب عليك ضوءها الذكرياتي،فتهيج المشاعر، وتحفر في ذاكرتك بمعول السنين الماضية،احاسيس وأنفاس،تراكم عليها تراب السنين،كي تسترجعها.

ومن اجل ذلك كله، فقد عمل المهندس المعماري برايان بونوني، بواجبه وشفافية روحه،ولمعرفته باهمية الصورة. وماذا تشكل في الوعي الإنساني.

الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت
الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت

حيث كل ما كان يترتب عليه، وقد طُلب منه ان يعيد هندسة مكان مهجور منذ سنين،وقياس مساحته، ليتسنى له التصميم من جديد حسب هوى الزبون ابتاعه.
إلا انه واجه عقبة جعلته في حيرة مؤلمة، حينما رأى وعرف ان المكان المطلوب إعادة تصميمه، ماهو إلا استوديو قديم، يحتوى على عدد كبير من الصور لأشخاصوعوائل وأطفال،يستوجب رميها في القمامة، والتخلص منها في أسرع وقت، دون أن يكترث المشتري الجديد للمكان، لتلك الصور ومصيرها، ولايهمه في آي مكان ترمى.
لكن المهندس المعماري، عاش صراع مؤلم، وشعور بالضيق قض مضجعه، وقال لصحيفة واشنطن بوست مامضمونه" قلبي غرق بالألم في كل مرة أنظر فيها إلى كومة الصور" وأضاف" كنت أعرف ان تلك الصور تعني الكثير للأشخاص الذين كانوا فيها وأنها ستزول إلى الأبد، إذا لم أفعل شيء"

كان مؤمن بروح الصورة، وما تحمله من معاني وأهمية.
وأمام هذا الأمر عمد برايان، للحصول على الصور، وإيصالها للعائلات والأشخاص المعنيين، حيث أن هذا المكان كان استوديو تحت اسم Portrait Innovations وله افرع عدة في مدينة Kansas City- كنساس الأمريكية وتعرض للأفلاس، مما أجبر القائمين عليه إغلاقه وبيعه فيما بعد.

الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت
الصورة الفوتوغرافية : تحمل روح لاتموت

باشر برايان بمساعدة عائلته، بنقل الصور إلى بيته،وبدأوا في الأتصال بالأشخاص،الذين تم ربط أسماءهم،وأرقامهم بالصور، وتمكن من الأتصال ب 63 عميلاً عبر الهاتف.

وعبرت عائلة ممن عادت أليهم الصور،هم وأطفالهم الثلاثة، بالإمتنان للمهندس المعماري على جهده الإنساني حيث قالت ليزا لصحيفة بوست"نحن ممتنون لبراين وعائلته على العناية الكافية لإخراج الصور من المتجر المغلق وأخذ الوقت والطاقة لإيجاد العائلات المتضررة-لقد توقعنا أننا لن نحصل عليها أبداً'.

بعد ماتقدم، أتشعر أن للصورة روح، سواء كنت مصور، أو متلقي.
كمصورين، هل نستحضر روحنا، حين الإلتقاط، ونترك آثر منها داخل المشهد الذي يكتنفه التناقض، تناقض الصمت المطبق وتجميد الوقت، يتبعه صراخ ينبعث من ذلك الصمت، يدوي في اختلاجات النفس الإنسانية، معلناً حالة تجلي لمشاعر، كانت دفينة وساكنة، إلا أنها بفعل الصورة، هيجت ما سكن منها.
-----------------------------------------------------------------

رابط فيديو قصير يبين ما تقدم إعلاه
رابط المقال على موقع واشنطن بوست

تعليقات

عدد التعليقات : 0