-->
مدونة ظل الضوء مدونة ظل الضوء
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول الفن والنقد والصورة الفوتوغرافية



نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول النقد والصورة الفوتوغرافية صدر في عددها الثالث



المعلومات الشخصية:

 حسين نجم عبد


نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول الفن والنقد والصورة الفوتوغرافية
مصور وكاتب وإعلامي في المجال الضوئي عضو الجمعية العراقية للتصوير وعضو عامل في اتحاد الإذاعيين العراقيين وحاصل على الجائزة البرونزية والمركز الثالث في معرض الجمعية العراقية للتصوير الثالث والأربعون لعام 2017 وجائزة أفضل مصور عام 2015 في الملتقى الثقافي لفنانوا محافظة المثنى. وشهادة (TOT) في دورة (القيادة) وشهادة تخرج(دورة تحرير الأخبار) الممنوحة من قبل معهد التدريب الاعلامي لشبكة الاعلام العراقي بدرجة امتياز.
اسكن في مدينة غافية على نهر الفرات اسمها السماوة مدينة عريقة موغلة بالقدم جنوب العراق ومنها أنطلق الحرف الأول للعالم فهي تضم مدينة الوركاء الاثرية وبداية سفر الخلود لكلكامش وأنكيدو.






الحوار:
- من المعروف ان الفنان حسين نجم متخصص في التصوير التجريدي، اضافة الى ان له اعمال فوتوغرافية في مجالات اخرى، ما هو سبب اختيارك لهذا المجال في التصوير الفوتوغرافي؟


هناك مقولة مفادها" كل ما تراه أعيننا من أشياء فهي وهم ولكي نصل الى الحقيقة يجب ان نجردها لنصل الى اللب"
ومن هذا المنطلق وجدت في محور التجريد فلسفتي التي اريد ان ابوح بها وطريقاً لإيصال رسالتي كما انني أشعر بقرب فكري ونفسي لهذا المحور والذي يعد من أصعب المحاور وأعمقها ذلك لأنه يحتاج الى فهم واسع وإدراك الأشياء ومدلولها والرمزي وفحواها وهدفها وعليه يترتب أن نرى الأشياء بمنظار فني فلسفي يحاكي الوجدان ويجذب المتلقي.


-      ما هو سبب نجاح صورك الفوتوغرافية في التجريد؟

لا اخفيكم سراً إذا ما قلت أن أعمالي التجريدية عند النخبة من الأساتذة تلاقي الاستحسان والقبول والتشجيع لكني أجد عند نشرها عدم التفاعل معها وانا متفهم لهذا الأمر وله أسبابه منها ومثلما قلت أنفاً أن العمل التجريدي يحتاج الى فهم واسع وإدراك الأشياء لا كما نراها ولأن المتسيد والحاكم في هذا المحور هو الخط لذا فإن رمزيته ودلالته لا يفقهها الجميع ونحن نعلم والحال هذه أن المستوى الثقافي متفاوت بين البشر وحتى بين عشيرة الضوء كما أن فك شيفرة العمل تحتاج الى أدوات لكنها غير متاحة لدى الجميع لهذا أقول أن سر نجاح أعمالي يكمن عند النخبة فهم يمتلكون الكود الخاص بالعمل ويلجون الى داخله برحابة فكر ويسيرون مع الخط نحو مدلوله الجمالي.

-      متى كانت بداياتك في التصوير؟
بداياتي كانت منذ الصغر لكنها عشوائية ولا تستند الى فهم فني حتى عام 2005 صرت أصور ما أريده ويعجبني لدلالة معينة لكنه كان أيضاً تصوير لا يستند الى قاعدة أو نضج معرفي حتى عام 2014 دخلت دورة في الجمعية العراقية للتصوير ومنها بدأت رحلة التصوير الذي يعتمد على الأسس الصحيحة والوعي المدرك لما يصور ويعلم ما يريد وتكوين فهم وفلسفة خاصة بقناعاتي الشخصية.
-      هل تجد ان التصوير رسالة؟ وماهي رسالتك فيه؟

هذا مؤكد ومهم بذات الوقت فالعمل الفني مهما تنوع يرتكز على رسالة ومدى قوتها وإدراكها ولولا هذه الرسالة لفشل المنتج ولن يلاقي قبولاً مثلما تقول الحكمة" الأعمال بخواتيمها" أي بنتيجتها النهائية وعن ماذا تمخضت والى ما أفضت لذا فدور الرسالة عامل مهم من عوامل نجاح الأعمال.
رسالتي التي أؤمن بها إننا بشر يجب أن نتعامل بإنسانية مع بعضنا فالذي يجمعنا أكثر من الذي يفرقنا لذا التجأ بعض الاحيان أن استفز هذا المفهوم لدى المتلقي وأحرك مكامن دواخله ليعيد تنشيط ذاكرته ويحفزه نحو هدف انساني مشترك.

-      ماهي اهم الجوائز التي حصلت عليها؟
أستطيع ان أقول ان عمري الفني الحقيقي هو سنتان وخلال الفترة التي سبقته كنت أصقل موهبتي بالتجربة والبحث والقراءة ومتابعة أعمال الفنانين الأخرين والتغذية البصرية لذا عندما قلت سنتان فأول جائزة حصلت عليها هي أفضل مصور عام 2015 في الملتقى الثقافي لفنانوا محافظة المثنى وحصلت على الجائزة البرونزية والمركز الثالث في معرض الجمعية العراقية للتصوير الثالث والأربعون لعام 2017.

-      في اغلب المسابقات العالمية، لا نجد ان صور التجريد صاحبة الحظ الاكبر في الفوز، في اعتقادك ما هو السبب في ذلك؟
نعم صحيح ما تفضلت به وحتى عربياً كذلك بالنسبة للمسابقات فلها قوانينها الخاصة لكل مسابقة لكن إذا كان من ضمن ثيماتها محور التجريد فأكيداً سوف يفوز عمل ما. لكن دعني اصيغ السؤال وأقول التالي لماذا لا يوجد اهتمام كبير بالمسابقات العربية والعالمية بمحور التجريد مقارنةً مع اخوانه من بقية المحاور؟

اعتقد الثقافة الغربية قد اولت هذا الاهتمام من خلال المعارض المتخصصة للمحور المذكور لكن تلقي وفهم هذه الأعمال اذا جاز لي التعبير اقتصر على النخبة ونخبة النخبة كما هو الحال في الرسم التجريدي وهنا مكمن الأمر فأعمال محور التجريد وقلت تحتاج الى نضج معرفي وفك لشفرة العمل وهذا غير متاح من قبل الجميع فاعتقادي ان هذا سبب رئيسي لعدم ايلاءها الاهتمام الذي تستحقه علاوةً أن اغلب المسابقات تريد مفاهيم واضحة الدلالة غير معقدة بارزة العناصر والمحيط وهذا لا ينطبق على محور التجريد دعني أقول لك شيء حدث معي نشرت عمل تجريدي وهو من أحب الأعمال لنفسي وقد فاز في كروب المنظمة العربية للتصوير بالجائزة الأولى  عندما نشرته علق أحد الأصدقاء بتعليق الى الان عالق بذهني قال ]على الرغم من أني لم افهم أي شيء لكني أقول سلمت عيونك [ وانـت كيف تفسر ذلك فأني اترك الخيار لك على العموم فالثقافة الغربية أعطت اهتمام أكبر لهذا المحور وذلك لما تتمتع به من فهم مشاع حول الفن عموماً أي وجود قاعدة كبيرة واطلاع من الجمهور وايضاً يدرس بالمدارس العامة والمتخصصة فهو وليد الفن التشكيلي ومنه انبثق.

-      في تصوير التجريد ايهما أفضل الصور الملونة ام الابيض والاسود؟ ولماذا؟
لكل منهما روح العمل الخاصة به المعبرة عن ذاتية الحدث لكن يجب على الفنان أن يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية والأهم في الموضوع هو توزيع الكتل والعناصر لربما لون يختزل قصة او اشكال هندسية تحكي رواية ما فهنا يجب معرفة الثقل والذكاء في تموضعه داخل الكادر لإيصال الرسالة وفحواها فلكل لون ثقله سواء كان من الألوان الدافئة أو الباردة وحسب دلالتها في عجلة الألوان فهناك الألوان المتقابلة والمتجاورة والرئيسية والثانوية هذه يجب معرفة اثقالها ومعانيها كما هو الحال في الأسود والأبيض وحجم مساحته والخط واتجاهه فالخط الذي يأتي من يمين الكادر يتخلف ثقله ومدلوله لو كان يسار او وفوق او في المنتصف وكذلك طوله وقصرة لذا المعيار في العمل هو الثقل والهدف منه ومن اجتماع العناصر يتم بناء التكوين في كلا المحورين من التجريد سواء الملون أو الأسود والأبيض وعندها سيحكم ذلك التكوين بقوة العمل من عدمه مع وضع بالحسبان ان التجريد يعتمد على اللون والشكل والخط.
المصور العربي المبتدئ في حاجة الى نصيحة تقوده للطريق الصحيح، ماهي نصيحتك له؟
كلنا نحتاج النصح والإرشاد بطبيعة الحال فالعالم الضوئي مترامي الأطراف ومتشابك مع بقية العلوم عموماً بودي ان أقول قبل التوجه بنصيحة للمصور العربي المبتدئ أن على من اكتسب مهارة وله خبرة أن لا يبخل بها على من هم دون مستواه أجد المصور العربي المبتدئ حائر صراحة وتقع المسؤولية بالدرجة الأساس على من سبقونا ليس كلهم أكيداً لكن الأغلب على العموم هي شقشقه سوف اطوي عنها كشحاً نصيحتي الى من يعشق عالم التصوير خصوصا المبتدئ وأنا منهم عليك بالقراءة وتنمية قابلياتك بالاطلاع والمتابعة فكلما قرأت كلما نضج فكرك وقويت أعمالك لا تستعجل الخطى افهم ثم صور.

-      في وجهة نظرك، ماهي المشاكل التي تواجه المصور العربي؟
تكاد تكون البلاد العربي متشابهة الظروف ولا تختلف الا بجزئيات قليلة لذا فالعقبات واحدة من بلد الى بلد أخر وأول هذه العقبات عدم حرية المصور بمزاولة شغفه الضوئي هناك قيود كثيرة وأعتقد العامل السياسي للبلاد العربية هو السبب الرئيسي والسبب الأخر الجهات المسؤولة عن هذا الفن فهي لم تولي المصور الاهتمام الذي يأخذ بيده نحو هذا العالم الرحب بجديه "هذه وجهة نظري الخاصة وأتكلم بالعموم طبعاً وتوجد استثناءات أكيداً" وهناك عامل مهم جداً حسب قناعتي بلادنا العربية الى الأن لا يوجد فيها معهد أو كلية تختص بالمجال الضوئي بالعكس من الدول الأوربية وإذا وجد فهي مادة دراسية مكملة لبقية المواد الأخرى قلي بربك أيوجد معهد أو كلية للتصوير لا يوجد بتاتاً وهذا أنعكس على المصور العربي سلباً وعلى ثقافته الفنية إن التصوير بطريقة وبأخرى جر البساط من تحت الفن التشكيلي مع احترامي لهذا الفن العريق فإذا كان الحال هذا وهو هكذا فلماذا توجد معاهد وكليات تدرس الفن التشكيلي وتأريخه ومدارسة واتجاهاته وفلسفته ولا يوجد للتصوير وهناك أسباب أخرى مثل الوضع المادي للفرد العربي إذا ما علمنا أن العدة والعتاد مكلف نوعا ما لكني أجد الأسباب الثلاثة التي قلتها هي الأهم.
-      هل ترى ان المسابقات العربية، افادت المصور العربي؟
كي لا نبخس الناس اشيائهم أقول كل مسابقة تقام هي عامل محفز للمصور ليطرح رؤاه حسب ثيمات المسابقات ودليل جدي لإثبات النفس والتميز وكذلك المشاركة فيها سيحقق لذات المصور إعلام لإشهار اسمه وهذه أراها عوامل لا تتحقق إلا من خلال المسابقة وعليه أقول المسابقات العربية نعم أفادت المصور العربي على الرغم من قلتها .
-      لو فكرت في اقامة معرض شخصي، ماهي المدينة الاولى التي تتمني اقامة معرض فيها؟ ولماذا؟
الان في طور دراسة وتهيئة فكرة لمعرضين يدخل بهما الجانب الفلسفي المفاهيمي فإذا وفقني الله لذلك سأقيمه على أرض مدينتي الحبيبة السماوة لإنها تحمل عبق أهلي وناسي الطيبين الذين اولوني الاهتمام والرعاية ولا بد أن أرجع الفضل لها ومنها سأنطلق إن شاء الله.

-      كثير من المصورين يعانون من اخراج اعمال قوية في التصوير التجريدي؟
ربما أختلف معك بمفردة (كثيرين يعانون) فالمصور الذي يتجه صوب التصوير التجريدي لا يعاني فهو لابد له أن أستوعب المحور وقرأ عنه وأطلع على أعمال الأخرين وأصبحت لديه فلسفة خاصة به يريد أن يترجمها في الواقع العملي من خلال تصويره لكن عموماً وكي ينتفع القارئ من هذا الحوار سأذكر أهم العوامل الناجحة في أي عمل سواء كان تجريدي أو غيره.
لابد لكل عمل ضوئي ان يخدم واحدة من هذه الأربعة عوامل كي ينجح وهي التوافق والتضاد والتكوين والحبكة فالتوافق هو ان تتفق العناصر وتنسجم بذات السياق للعمل والتضاد حيث يعرف الأمر بضده فالقوة ضدها الضعف والليل ضده النهار وهكذا اما التكوين هو العامل المهم وبيضة القبان للعمل فكلما كان ذا بناء لوني أو هندسي بتشكيل منسجم إبداعي سيكون حظ العمل أوفر للنجاح وأما الحبكة أو القصة فهي من مجموع كل ما ذكر سيكون هناك سياق يروي لنا حكاية والتي يقع على عاتقها سرد النص البصري النهائي هذه الربعة الأولى يضاف لها ايضاً عامل خامس مهم جداً وهو كيفية التعامل مع الضوء والذي هو آس جميع الأعمال يجب أن يلم المصور بمصدر الضوء ومساقطه وحساب ظلاله واستغلالها من أجل عمله فالعمل الفني نكهته الضوء وسره ثم العامل السادس التموضع الصحيح لبناء العمل الفني واقصد بالتموضع الزاوية المناسبة التي تصحر عن فحوى العمل بل وتزيده جمالاً وسابعها اختيار العدسة المناسبة فليس كل العدسات تعطي نفس النتيجة فالأبعاد البؤرية لها تأثيرها على الصورة سواء سلباً أو إيجاباً فيجب معرفة البعد البؤري المناسب لكل عمل وثامن العوامل التوازن فهناك أربعة أنواع للتوازن المتماثل والغير متماثل والتوازن المستتر ( الحسي) والمحوري ( المركزي) فعامل التوازن هذا  يتوقف على نظرية الروافع ويستفاد منها الفنان ليوازن بين الكتلة الكبرى مع الكتلة الصغرى وبين المساحة القاتمة مع المساحة الفاتحة الأخف وزناً وهكذا وتاسعها الإبداع والتفرد هذان عاملان يحتاجهما المصور في طرح أفكاره بطريقة مغايرة لمن سبقه أي أن يأتي بفكرة غير مطروحة يتفرد هو بها ويبدع بسرد بصري من ابتكاره والعامل العاشر هي المعالجة وقد تركتها للأخير فهي العامل الختامي والمساعد جداً في تقويم العمل الضوئي وتصحيح ألوانه وزيادة بريقه وإظهار جماليته وتدعيم مفاهيمه تلك عشرة كاملة.

-      عند تصويرك للتجريد، ماهي الاعدادات والالتزامات التي تحرص عليها للخروج بصورة ناجحة؟
لا توجد إعدادات ثابتة للصورة الناجحة فنجاح الصورة يعتمد على عوامل كثيرة تبدئ بالتعرض الضوئي الصحيح أو الخادم للموضوع وتنتهي بما قلته في النصائح العشرة في السؤال السابق فلكل كادر ومساحة إعدادات خاصة بتلك البقعة مسرح العمل المنجز وإضاءته.
ـ ماهي النصائح العامة التي تقدمها للمصورين في جميع المجالات ( احتاج ٥ نصائح سوف تصمم لتنشر باسمك).
1.      لا توجد مبادئ أستطيع توجيهك بها لجعل صورتك مجردة فقط استخدم خيالك الواسع فهو مفتاحك الرئيسي في هذا التصوير.
2.      اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ ثم صور.. النضج الفني لا يأتي إلا من خلال ما اختزله فكرك وتترجمه كاميرتك.
3.      في تجارب المصورين الذين سبقوك علمً مستأنف استفد منه ولا تتركه خلفك.
4.      سوف تشعر بالحيرة وعدم القناعة بصورك السابقة ثق حينها أنك تقدمت خطوة نحو الأفضل والأكمل لأنك أصبحت تفكر بالعمل الإبداعي الناضج فنياً.

5.       الصورة عبارة عن مشاعر وقصيدة متخفية خلف عناصرها تتوحد فيها كل اللغات فأعرف كيف تترجمها بصدق. 

-      بما أنك محكم ومقيم في مجموعات عدة في الفيس بوك، ماهي السلبيات والايجابيات لهذه المجموعات؟
سأتكلم بصراحة لربما يعترض عليها الكثير المسؤولية تقع على الطرفين مسؤولي تلك المجموعات والمصورين انفسهم أولاً هناك كم من المجموعات دون النوع والأغلب الأعم منها لا يقيم الأعمال التي تنشر ويوليها الاهتمام كمنجز فني سواء من مبتدئ او متقدم كما ان هناك مجموعات يوجد فيها عنصرية وتحيز أي انهم يهتمون بصور اصدقاءهم دون صور البقية وأيضاً الأدوات المعرفية لثقافة الصورة لربما لا تتوفر عند البعض كي يتم التقييم وفق ضوابط فنية ومن تتوفر لديه الإمكانية وهم كثر نجده يغض الطرف وتلجأ بعض المجاميع من اجل كسب متابعين أكثر الى عمل مسابقات يومية او نصف شهرية وشهرية والنتائج لا ترتقي بعض الأحيان لمسلمات الفن الضوئي لكن هل هذا يعني أن الساحة لا يوجد فيها مجموعات رصينة؟ أبداً فهناك ما يكون مدرك للمسؤولية الملقاة على عاتقه كفنان ومنهم من يمد يد العون للمصورين.
اما ما تقع مسؤوليته على المصورين أنفسهم مسالة التفاعل في تلك المجموعات فنرى المزاجية هي المتحكم بدرجة ذلك كما أن لبعض المصورين حتى وإن كان مبتدئ وتقيم صورته تأخذه العزة بالإثم ويعترض بل في بعض الأحيان يتهم الناقد أنه لا يعرف شيء نعم هذا الحال موجود ولا أتكلم من الخيال.

طيب هل هناك إيجابيات؟   
أجل بل هي كثيرة المجاميع عبارة عن ساحة مفتوحة للجميع توفر التواصل والتعارف والاحتكاك وتبادل الخبرات والنصح والنقد البناء وهناك من يطرح فيها الدروس والنصائح الضوئية ويرشد ويوجه بل اكثر من ذلك هناك من يقيم دورات للمصورين تبث مباشرةً لغرض زيادة الثقافة الفنية ومنهم من يعمل الورش والسفرات والمهرجانات ويدعوا اليها كل ذلك لتطوير المصور فجزاهم الله كل خير.

-      متى ترى مناسباً ان تقدمك نقدك لأي عمل تراه؟
هناك حالتان تعتريني كي أقدم نقداً لأي عمل الأولى حينما يحرك العمل المطروح كوامن نفسي ويشدني اليه إما بموضوعه أو فكرته ويجعلني استغرق متأملاً فيه الوقت الكثير وثانياً عندما أجد قيم فنية غزيرة المعاني ورمزيات ومدلولات تحتاج كشف النقاب عنها كي يفهمها المتلقي أكثر تكون ذات أبعاد فنية. هذه بالنسبة للقراءات النقدية المطولة وهناك نقد قصير أدرجة في التعليقات حينما أجد العمل يحتاج الى تقويم ووضع نقاط القوة والضعف امام المصور يستفاد منها مستقبلاً وهي مسالة توجيهيه في الغالب.


-      هل هناك فرق بين الفنان والناقد؟
كل ناقد هو فنان بالأصل وليس كل فنان ناقد.
وذلك سببه أن النقد مرحلة متقدمة من الفهم العالي لحيثيات الصورة وتحتاج الى ثقافة يضيفها الفنان كي يصل الى تلك المرتبة وهذا ليس متاح للجميع كما إنها تحتاج الى لغة من خلالها يستطيع الناقد فك الرموز والعناصر وربطها بعضها ببعض بأجزل عبارة وبساطة طرح إضافة الى أن النقد أدواته مختلفة وله مذاهب ومدارس يجب الإلمام بها وهو تخصص صعب يحتاج ملكات كثيرة ودراسة معمقة وإطلاع واسع ومواكبة العصر.

ولنسأل أنفسنا السؤال التالي:
ماذا لو كل فنان هو من ينقد ويقيم عمله ويقرأه ثم يطرحه لجمهور القراء؟ هل يتقبلون ذلك أم أنهم سيقولون (إنه يحابي عمله ويجمله ويصعد من قيمته الجمالية). اليس كذلك؟
إذاً مهمة النقد هي المرحلة التالية لأي منجز فني كي يكشف الناقد النقاب عما دار في خلد الفنان ساعة العمل وما أراد إيصاله وهدفه المتوخى وتسليط الضوء على مساحات الجمال والإبداع.

-      يشتكي كثيراً المصورين الهواة من انتقاد اعمالهم في وسائل التواصل الاجتماعي من اشخاص غير مختصين، ماهي النصيحة التي تقدمها للطرفين الناقد وصاحب العمل؟
هناك فرق بين النقد والانتقاد فالأول يستهدف العمل لذاته ليقومه والثاني يستهدف الشخص نفسه فإذا كان هناك من ينطبق عليهم التعريف الثاني فهذا مرفوض خلقياً وفنياً أما اذا كان المستهدف ذات العمل فهو أمر محبب.
لذا نصيحتي لمن هو غير مختص بمجال النقد عليه أن يتجنب ذلك فالنقد مسؤولية وربما تنطبق عليه الحكمة
(أراد ان ينفعك فأضرك).
نصيحتي لصاحب العمل ليكن صدرك رحب وتقبل النقد بكل هدوء فهناك من همه منفعتك وإن أختلف أسلوبه فالناس مشارب متعددة.
-      الناقد الحقيقي هو من يقرأ العمل من جميع النواحي الايجابية والسلبية، كيف تقوم بقراءة العمل بشكل صحيح؟
-      أعتمد على خمسة من الطرق في النقد قد دونتها من خلال مطالعاتي والتي صنفها جيروم ستولنيتز  في كتابه النقد الفني دراسة جمالية وفلسفية.
1-     النقد من خلال القواعد وهو النوع المتعارف عليه عند أغلب المصورين والمشهور بين جمهور النقاد.
والذي يمتلك الناقد من خلاله معايير لا يمكن إهمالها أو تجنبها فيقوم بقياس جودة المنجز البصري بناءاً عليها.
لذا عند اختياري هذا النوع اضع أمامي أربعة مفاهيم واطبقها على أي عمل وهنا أتكلم بمهنية النقد وادواته لأني في بعض الأحيان أقرا العمل حتى وأن لم تتوفر فيه واحده من المفاهيم الأربعة وذلك لقوة موضوعه وأهمية رسالته وهذا ما سنعرفه من خلال الأنواع الثلاثة القادمة.

لذا أبدئ بأخذ انطباع اولي حول العمل واتجول بمساحاته وعناصره ومن ثم اتفحص التقنية المستخدمة ومدى صحة اعداداتها وبراعتها وهل خدمت الموضوع أم لا ومفهوم التقنية متشعب لكن أبحث عن التعرض الضوئي بعوامله الثلاثة هل حقق غايته للموضوع الرئيسي ام لا هذا اول المفاهيم والثاني التكوين وهو ملاحظة محتوى الصورة وخطوطها وموضوعها وارتكازه بالمكان الصحيح وتحديد التماثل والتباين بين بين العناصر وهل العمل فوضوي أم منظم وهل الاقتصاص كان نافع للعمل أم أضر به وهل تم توجيه الصورة وموضوعها والإحساس بالرسالة والمضمون  والثالث الإبداع هل تحتوي الصورة على عمل إبداعي جمالي نابع من فهم المصور ام انه مقتبس ومستهلك والرابع الإضاءة هل كانت منخفضة أو مرتفعة وهل أسهمت بإثراء العمل أم لا وهكذا الى بقيت المفاهيم الأخرى وكثيراً ما انتهج هذا النوع من النقد.

2-      النقد من خلال السياق: بحيث يبحث الناقد في سياق الفن التاريخي، والاجتماعي، والنفسي، ويقوم بتقييمه على هذا الأساس.
وهذا النوع يعتمد على العمل إذا كان يحمل سمات وأماكن تراثية أو حضارية واجتماعية تبحث عن خصائص ذلك المجتمع موضوع العمل ونفسية إذا كانت تصحر حالة الصورة لمفهوم نفسي ما.

3-      النقد الانطباعي للفن: بحيث يقوم الناقد برفض كافة المعايير والسبل الموضوعية للنقد، وينقد العمل الفني بناءً على منظوره الشخصي، ومدى تأثيره عليه وعلى مزاجه وعواطفه وهو النوع المحبب الي والقريب لنفسي.
"الخطاب الفني يحتاج لخطاب لغوي".

 وقد لاحظت من البعض تهجم وإتهام الناقد أن أسلوبه إنشائي وليس نوع من أنواع النقد وفاتهم من أن الناقد لابد له من امتلاك لغة خطاب يستطيع من خلالها أن يفك طلاسم العمل ويترجم ما في الصورة الى نص لغوي عميق الدلالة غزير المعاني قوي الحبكة سلس الفهم جميل العرض جاذب لذوق المتلقي علاوة على أن النقد الانطباعي يحتاج إلى سعة اطلاع وثقافة رصينة وعمق تحليلي لسبر غور المنجز النهائي وحس متعالي في الجماليات (الإستطيقا) وشفافية روح وتلقي واضح لكي يعبر عن ماهية العمل الكامن وراء الصورة من مفاهيم وتجليات قد قصدها الفنان لتلتقي من خلالها مع إدراك الناقد لها وإسقاطها بقوالب لغويه وفي هذه الجزئية هو يشابه النوع الرابع التالي ذكره.
وبالمناسبة هذه الهجمة ليست بالجديدة فأول من هاجمها أصحاب النقد الجديد وهم أصحاب النوع الخامس من هذا التصنيف وكذلك وجدت بعض من الكتاب العرب الذين قرأت لهم ممن كتب بالنقد الفني يهاجمون هذا النوع وحجتهم أن النقد الانطباعي هو إسقاط قناعات الناقد الشخصية على العمل دون الاعتماد على فك عناصره وتحليلها فنياً " ليس أوان مناقشة ذلك ولكن أقول باختصار حينما يكون الناقد الانطباعي قد تألف مع العمل وامتزجت روحه ومشاعره مع وجدان ومشاعر العمل كان هناك نقطة مشتركة بين الفنان صاحب العمل والناقد أوجب الكشف عنها من خلال اللغة الشاعرية النقية إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن لكل صورة فنية روح ومشاعر.

4-     النقد القصدي: بحيث يتم النقد بناءً على مقصد المنقود من العمل الفني، أي ما الذي حاول الفنان إيصاله لنا وللناس ومدى تحقيق هذا.

5-      النقد الباطني: وهو النقد الذي يهتم بما هو داخل العمل الفني ولا يهتم بالعوامل الخارجية، حيث إنه يركز على طبيعة العمل الباطنية.

هنا نصل الى الاتجاه الخامس حسب تصنيف (جيروم ), الا وهي تلك الحركة التي ظهرت في القرن العشرين وهي الحركة المعروفة في مجال النقد الأدبي باسم ( النقد الجديد ) ويرى احد اقطاب هذه الحركة ( ماثيو اورناد) انها رؤية الشيء في ذاته كما هو فأن انصار حركة النقد الجديد يحاولون تركيز اهتمامهم على الطبيعة الباطنة للعمل الفني وحدها, وهذا في الوقت نفسه هم الى تجنب كل ما يقع خارج العمل الفني, فمن الواجب حصر الاهتمام في العمل الفني من حيث هو عمل فني.


-      نريد منك ١٠ نصائح عامة للنقد الفني؟
1.      إن العملية النقدية ليست هدفاً بحد ذاتها ولكنها وسيلة لبلوغ أقرب درجة من درجات استيعاب العمل الفني وتذوقه.
2.      حينما تأخذ صورتك اهتمام ناقد ما فكن على علم أنه وظف كل طاقاته وثقافته ووقته وحواسه ومشاعره وروحه وخلاصة فكرة ليناغي وليدك الفني.
3.      ليس من السهل أن يقتنع الناقد باي عمل مطروح إلا إذا حفز كوامن عقله واستفز به التلقي الناضج.
4.      الناقد الموضوعي هو من يحلل السرد البصري ولا يشرحه لأن التشريح يأخذ كل عنصر منفصلا عن الأخر لهذا هو لا يتعامل مع جثة هامدة في حين أن التحليل يقوم بدراسة الجزء في ضوء الكل والكل في ضوء الجزء مع الارتباط الحي بينهما.
5.      لابد لأي عمل من تقييم وشهادة فلا تجد ذلك إلا من خلال النقد.
6.       حكمة قالها حكيم (رحم الله امرئ أهدى إلى عيوبي) وذلك المرء (بمفروض حوارنا) هو الناقد لكن بأسلوب (مهذب) لا يسئ ولا يُهين ولا يجرح ولا يدخل في النوايا؟
7.      النقد البناء والناقد الموضوعي هو الذي يأخذ العمل تحت ضوء هادئ وفاحص بعيداً عن التحيز والتعصب والحماس ويأخذ من العمل الفني نقطة انطلاق تعتمد على كل العناصر الداخلة في تشكيله.
8.      الناقد الفني الواعي هو الذي يدرك استحالة أن يستنفد تفسير واحد كل منابع العمل الفني.
9.      يسهم الناقد الواعي ومن خلال النقد الموضوعي إلى خلق جمهور متذوق على قدر من الوعي الفني السليم.
10. العملية النقدية البناءة ليست بالعملية السهلة بل هي مسؤولية أخلاقية وفنية يتحكم فيها المنهج العلمي والإدراك الجمالي للعناصر مما يترتب عليها استنفار وجداني يتحكم بها العقل.

نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول الفن والنقد والصورة الفوتوغرافية

نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول الفن والنقد والصورة الفوتوغرافية

نص الحوار لمجلة الاطار العربي حول الفن والنقد والصورة الفوتوغرافية


عن الكاتب

Hussein Najem

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

التسميات

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مدونة ظل الضوء

2016